مقدمة
كلنا يتساءل عن الطرق التي من خلالها يمكنه التخلّي عن الهاتف ولو قليلًا والاستمتاع حقًا بالحياة وليس بصورة افتراضية في العالم الرقمي فقط.
قبل بضعة أيام شاهدتُ فيديو جميل يقترح بعض البدائل التي يمكنك التوجه إليها وأنت بعيد عن هاتفك وذلك لتشجيعك على ترك الهاتف قليلًا والاستمتاع بالحياة.
هذا الفيديو نُشر على قناة “دروس أونلاين” المعروفة على الإنترنت، وقدّمه المبدع كعادته أحمد أبو زيد مؤسّس القناة.
فكّرت في نفسي لماذا لا أقوم بتلخيص المعلومات الواردة في الفيديو حتى تعمّ الفائدة، وللإجابة على السؤال الأهم وهو: كيف أتخلص من إدمان الهاتف، ووجدتُ نفسى أبدأ بالكتابة بصورة عفوية😊
كيف أتخلص من إدمان الهاتف
في ما يلي نسرد الاقتراحات التي طرحها أحمد أبو زيد بناءً على تجربته الخاصة.
المشي
أثناء تقليبك في هاتفك أنت لا تحرك سوى إبهامك، فما رأيك بتحريك جسدك قليلًا والمشي في الأرجاء، سيكون لهذا وقع مميز على حيوية جسمك وسيزداد لياقة وقوة.
المميز في المشي أنه سهل، ويمكنك القيام به حتى وإن كنت حبيس منزلك. وعن نفسي وإن لم يكن هناك مجال للمشي خارجًا، للظروف الجوية السيئة مثلًا، أو لأي سبب آخر، أقوم أحيانًا بالمشي في أرجاء البيت حتى أنشط جسمي.
القراءة
القراءة وما أدراك ما القراءة! من أجمل ما يمكنك القيام به، فهي تفتح آفاقًا لم تكن لتُتفتح لولاها، وتجعلك تذهب في رحلة جميلة مع الكاتب.
سواءً إن كان يتحدث عن مواضيع تهمك، أو عن تجربة خاصة مرّ بها وتثير فضولك، أو كان يسرد تفاصيل حياة أبطال قصته، فلا شك أنك ستنتقل لعالم آخر لا يستطيع الهاتف نقلك إليها.
حاول تخصيص 10 دقائق فقط للقراءة يوميًا، وهي مدة مناسبة ليست بالكثيرة ولا بالقليلة، ومن تجربتي استطعت بهذه الطريقة إنهاء 3 كتب هذا العالم بقراءة تمعنية.
اقرأ أيضًا:
الكتابة
ويُقصد بها هنا تدوين يومياتك (Journaling)، وذلك لغرض التوثيق ومراجعة ما قمت به والتعلم من أخطائك.
وهناك طُرق كثيرة للتدوين منها الرقمية والعادية ولكن أحمد أبو زيد يشدّد على أهمية الكتابة اليدوية حتى تبقى بعيدًا عن هاتفك لأطول فترة ممكنة.
مراجعة الخطط
جميعنا يضع الخطط، ولكن من منّا يتابعها؟ كل خطة تحتاج إلى المراجعة والمتابعة، وبالمتابعة أقصد قياس مدى التقدم، وهي خطوة مهمة لمعرفة ما تم إنجازه في الخطة وما يجب تعديله.
اقرأ أيضًا:
قضاء الوقت مع العائلة
دومًا أرى العائلة مجتمعة ولكنهم للأسف فُرادى، كلٌّ على هاتفه وفي عالمه الخاص الذي قلّما يتشارك تفاصيله مع آخر.
لمَ لا نترك الهواتف من أيدينا ونجلس ونتحدث معًا ونتشارك حياتنا بصورة فعلية.
أحزن كثيرًا عندما أرى الأم أو الأب يتوقان إلى جلوس أبنائهما معهما، أو الأبناء وهم يبذلون قصارى جهدهم لشدّ انتباه الوالدين. دعونا نكُن معًا قلبًا وقالبًا.
مشاهدة الأفلام
مشاهدة الأفلام ممتعة حقًا خصوصًا إن كانت القصة جذابة والموسيقى مناسبة والمؤثرات جيدة.
شاهد الأفلام إن كنت من عشاقها ولكن دون أن يكون الهاتف بين يديك، تابع الفيلم وانغمس في أحداثه واستمتع قليلًا بعيدًا عن المشتتات.
ولا يقتصر الأمر على الأفلام السينمائية فهناك أفلام وثائقية تستحق المشاهدة، ويمكنك اختيار ما يناسب اهتماماتك.
الدراسة وتنمية المهارات
يمكنك قضاء الوقت في الدراسة (المذاكرة) والتي بالمناسبة لا تحتاج إلى أن تكون دراسة فعلية مرتبطة بالمدرسة أو الكلية فقط.
يمكنك دراسة ما يهمك من المواضيع وإثراء معرفتك بها. والأمر الجميل هو أنّ المعرفة مُتاحة ويمكن الوصول إليها بسهولة. هناك كورسات كثيرة مجانية ومدفوعة يمكنك الاعتماد عليها في توسعة معرفتك وتنمية مهاراتك.
اقرأ أيضًا:
ومن المنصات التي تقدم مثل هذه الكورسات نذكر: Udemy ومنصة بناء والمتميزة بمحتواها العربي. وحاول أن تتابع الكورسات عبر الحاسوب أو الجهاز اللوحي لتبتعد عن الهاتف طبعًا!
ترتيب غرفتك
وبشكل عام ترتيب ما يحيط بك في منزلك. وْكَوني ربة منزل فأحيانًا وعندما أترك هاتفي أُنجز الكثير من أعمال المنزل من ترتيب وتنظيف.
ويمكنك كفرد من أفراد الأسرة المساهمة في ترتيب غرفتك ومقتنياتك، وهو ما سيحسّن من نفسيتك ويُسعد سيدة المنزل.
صيد السمك
يقترح أحمد أبو زيد ممارسة صيد السمك والذي يقول عنه أنه وبحكم تجربته يصفّي الذهن ويعلم الصبر. لذا إن سنحت الفرصة لممارسة صيد السمك فاغتنمها!
ممارسة الهوايات
كل منا لديه هواية يحبّ ممارستها، لمَ لا تقتطع من وقتك القليل وتضع هاتفك جانبًا وتعاود ممارسة هواياتك.
وعن نفسي فأنا أهوى الكتابة وأكتب هذه الكلمات وأنا بعيدة عن هاتفي وتملؤني السعادة، استذكِر هوايتك المحببة وابدأ بممارستها الآن!
قضاء الوقت مع الأصدقاء
أصدقاؤنا نحبهم ويحبوننا ولا نعيش دونهم، نتواصل معهم بتعليقات وإعجابات على وسائل التواصل الاجتماعي وكأن هذه هي الصورة الطبيعية للعلاقات.
التقِ بأصدقائك وتحدث معهم وتذكر الأيام الخوالي، لا تدعوا الهواتف تشتتكم وكونوا بكليّتكم معًا، استمعوا لبعضكم البعض، وحبّذا لو استمتعتم باهتمام.
لا شيء
يقترح أحمد أبو زيد عدم القيام بأي شيء على الإطلاق.
لهذا الشأن قدرة على تصفية ذهنك بطريقة لا يمكن وصفها.
كم مرة خطرت لك فكرة جهنمية وأنت راقد على سريرك تحاول النوم؟ عندما لا تقوم بأي شيء يبدأ دماغك بالعمل، صفِّ ذهنك واستعدّ لاستقبال أفكار لا قِبل لك بها!
الحنين إلى الماضي
من الأمور الجميلة التي يمكنك القيام بها هي التقليب في الصور القديمة، تلك الصور الورقية والتي تمّ تحميضها في الاستوديو، وليست تلك الصور اللانهائية المحفوظة على هاتفك.
وما أجمل أن تجتمع بعائلتك وتستذكر اللقطات والذكريات وراء كل صورة… ماذا تنتظر؟ أحضر ألبوم الصور الآن! وسأضمن لك وقتًا رائعًا من الحنين إلى الماضي.
الأعمال الحرفية
مع التطور الذي وصلنا إليه قلّ استخدامنا لأيدينا، ولكن الأعمال الحرفية لها مذاقها الخاص، فهي تُشعرك بالسعادة أثناء ممارستها وعند الوصول إلى النتيجة النهائية أيضًا.
هل هناك حرفة معينة ترغب في ممارستها؟
تعلم مهارة جديدة
في عالمنا اليوم، كلما كانت جعبتك مليئة بالمهارات زادت بذلك فرصك.
اقرأ أيضًا:
العالم تغير والمهارات اللازمة في وقتنا الحاضر تغيرت وتنوعت. حدّد المهارات التي ترغب في تعلمها والتي من شأنها دفعك نحو مستويات أعلى، وابدأ تعلمها الآن!
حفظ القرآن
وقد يكون هذا أهم بديل عن الهاتف. ففيه صلاح لك في الدُنيا والآخرةـ. وما أجمل أن يسألك ربّ العياد يوم الحساب أن تتلو ما حفظت من القرآن لترتقي بكل آية درجة في الجنة.
يمكنك الاستعانة بالمشايخ والمقرئين لتيسير عملية الحفظ. وإن لم يكن هذا ممكنًا فلا مشكلة ابدأ بالحفظ بحسب ظروفك ولكن لا تسوّف هذا الأمر مطلقًا. وابدأ مهما كانت الظروف.
ممارسة ألعاب الذكاء
لا تجعل للبلادة مكانًا في حياتك، ونشّط دماغك بممارسة ألعاب الذكاء؛ إمّا بحل الكلمات المتقاطعة مثلًا، أو لعب الشطرنج ومنافسة الآخرين، أو السودوكو وغيرها الكثير.
اعمل قائمة بما تود تحقيقة (Bucket List)
لا شكّ أن هناك ما ترغب القيام به وما تنفك تؤجله، ضع قائمة بأمنياتك واسعى لتحقيقها واحدة تلو الأخرى ولا تدع التسويف يقف عائقًا أمام سعادتك.
نقطة إضافية
وأود إضافة نقطة لم تُذكر في الفيديو ألا وهي ذِكر الله تعالى، والذي إن تم بصورة صحيحة سيصفّي ذهنك ويجعلك تشعر براحة لم تشعر بها من قبل، فتكون في حضرة رب العباد والذي قال في كتابه الكريم “اذكروني أذكركم”.
خصّص 20 دقيقة من وقتك يوميًا في ذكر الله من كل قلبك وستلحظ التغيير في حياتك وزيادة طمأنينتك بلا شك. وفي هذا الصدد وإن كنت من هواة القراءة فأرشح لك كتاب “حياة الذاكرين“.
الخاتمة
وفي الختام، لا تدع الهاتف يأخذ جزءًا كبيرًا من حياتك، ستندم كثيرًا على ما فاتك من وقت كنت ستستغله في ما ينفعك وينفع غيرك. لا تدع الهاتف سببًا للتقصير في حق عائلتك، وأضمن لك أنك ستندم كثيرًا إن لم تخصص لهم وقتًا، فالعائلة فعلًا تأتي في المرتبة الأولى.
كان هذا كل شيء حول كيف أتخلص من إدمان الهاتف- ماذا أفعل وأنا بعيد عنه.
لا تنسى متابعة صفحتنا على الفيسبوك، وحسابنا على تويتر ليصلك كل جديد!
One Reply to “كيف أتخلص من إدمان الهاتف- ماذا أفعل وأنا بعيد عن الهاتف”
Comments are closed.