مقدمة
القرآن الكريم هو كلام الله تعالى، نزل وحيًا على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم. وفي القرآن صلاح للمسلم في الدنيا والآخرة.
وبالطبع على المسلمين تطبيق ما جاء في القرآن الكريم، وكذلك تلاوته وتدبّر آياته.
وفي تدبّر آياته وقع كبير على النفس، فمع استمرار تلاوته تستمر الفتوحات التي يفتحها الله على المسلم في فهم القرآن بشكل أفضل.
في مقالتنا هذه نجيب على سؤالك: كيف أعوّد نفسي على قراءة القرآن الكريم؟
كيف تُكتسب العادات بشكل عام
أولًا سنتحدث عن طريقة اكتساب العادات والتي سنوظفّها في تعويد أنفسنا على تلاوة القرآن الكريم يوميًا ودون انقطاع بإذن الله.
العادة تتألف من ثلاثة عناصر هي: الإثارة (وجود محفّز)، والرغبة، والفعل.
وهناك عادات سيئة وكذلك جيدة وكلاهما يتألف من نفس العناصر.
فالتدخين مثلًا عادة قد يتم تحفيزها بتوتر أصابك، بعدها ترغب في إشعال سيجارة لتخفيف التوتر لتقوم بعدها بإشعال السيجارة فعلًا.
أمّا عادة ممارسة التمارين الرياضية، فقد يتم تحفيزها برؤية الملابس الرياضية والحذاء الرياضي. لترغب بعدها بممارسة الرياضة ومن ثمّ تمارس الرياضة بالفعل.
الآن بعد أن أخذنا فكرة عن تكوين العادات دعنا نجِب على سؤالك.
كيف أعود نفسي على قراءة القرآن
لننظر إلى العنصر الأول وهو وجود المحفّز ونحاول تطبيقه على هذه العادة – عادة قراءة القرآن.
من الممكن أن يكون المحفّز رؤية المصحف نفسه، إذ يمكنك وضعه على مرأىً منك وبشكل يسهل الوصول إليه.
بجانب سريرك قبل الخلود إلى النوم مثلًا. أو على منضدة بجانب المكان الذي تصلي فيه.
يمكنك أن تجعل المحفّز لقراءة القرآن هو الصلاة، فبعد كل صلاة تتخذ عادة قراءة القرآن.
أو بعد صلاة محددة كصلاة الفجر أو صلاة الضحى في أول النهار.
وفيها جمع بين العادات المشابهة لبعضها فأنت أصلًا مداوم على الصلاة وتربطها الآن بعادة جديدة من العبادات فيكون اكتسابها أسهل.
الرغبة – تأتي الرغبة بمجرد أن ترى الحافز أو تستشعره.
الفعل، بادر بالفعل فورًا دون أي تسويف – لا تدع مجالًا للشيطان لخداعك ولا لنفسك للركون والخمول.
نصيحة
من الأمور الهامة التي يجب أخذها بعين الاعتبار هو تحديد حدّ أدنى من الصفحات والآيات والتي عليك الالتزام بها يوميًا.
يمكنك البدء ببضعة آيات أو حتى آية واحدة في اليوم إن قمت بها كنت قد أتممت وِردك اليومي.
المهم في البداية هو تشكيل العادة لديك وجعلها جزءًا لا يتجزأ من يومك.
لذلك لا تبدأ بإلزام نفسك بجزء كامل في اليوم ولا حتى نصف جزء.
آية واحدة في اليوم كبداية كافية لاكتساب العادة كما ذُكر بشكل مفصّل أكثر في كتاب عادات ذرية.
ممّا لا شك فيه ستجد نفسك في بعض الأيام بالطبع قادرًا على قراءة أكثر من آية واحدة فتقرأ حتى عدة صفحات وهو أمر جيد.
يمكنك بعد أن تثبت العادة لديك زيادة عدد الآيات التي تُلزم نفسك بها يوميًا لتصل إلى عشرة آيات مثلًا أو صفحة في اليوم وتزيدها بالتدريج.
بهذه الطريقة أضمن لك بإذن الله أن تعتاد على قراءة القرآن يوميًا. وسينتابك شعور غريب في حال لم تتمكن من ممارسة عادتك في أحد الأيام.
اقرأ أيضًا:
برنامج عملي أعوّد نفسي فيه على قراءة القرآن يوميًا
برنامج 1
اختر إحدى الصلوات التي تحبّ أن تقرأ القرآن بعدها.
يفضّل أن تكون صلاة الفجر أو الضحى في أول النهار أو بعد صلاة العشاء في آخر اليوم لأنك ستكون إلى حدٍ ما غير مشغول بمهامك اليومية.
ضع المصحف على منضدة قريبة من مكان صلاتك بحيث يكون على مرأىً منك بعد انتهائك من الصلاة.
بعد أن تنتهي من الصلاة أمسك المصحف فورًا وابدأ بقراءة ما ألزمت به نفسك فقط – وقد يكون آية واحدة فقط.
داوِم على نفس البرنامج كل يوم إلى أن يُصبح عادة لا تتركها ولك أن تزيد بعد ذلك عدد الآيات والصفحات التي تقرؤها يوميًا.
برنامج 2
مع اعتمادنا الكبير على الهاتف المحمول في عصرنا الحالي، يمكنك الاستعانة به.
أولًا اجعل المحفز منبهًا على هاتفك تضبطه على وقت محدد يوميًا يتناسب مع حياتك اليومية.
افتح تطبيق القرآن على هاتفك المحمول وابدأ تلاوة الوِرد الذي ألزمت نفسك فيه.
المهم أن تقوم بهذا الفعل في نفس الوقت كل يوم إلى أن تكتسب هذه العادة.
كانت تلك إجابتنا على سؤالك: كيف أعود نفسي على قراءة القرآن، نرجو أن تكون قد نالت استحسانك ودفعتك لتبدأ بعادة قراءة القرآن اليوم!
لا تنسى متابعة صفحتنا على الفيسبوك، وحسابنا على تويتر ليصلك كل جديد!