مقدمة
يتألف الدين الإسلامي من رتبٍ ثلاث هي: الإسلام والإيمان والإحسان، حيثُ يحتل الإحسان الرتبة الثالثة. وعن تعريف الإحسان قال الرسول ﷺ «أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك». وهو ما يدفع المسلم إلى اتقان عمله وبذل جهده لإتمامه على أكمل وجه.
أمّا العمل الصالح فهو شكل من أشكال الإحسان ويعرّف على أنه فعل الخير ونفع الناس والإحسان إليهم، وإتقان الواجبات الدينية أيضًا. بمعنى أن العمل الصالح لا ينحصر فقط في العبادات والفرائض بل يتعدى ذلك ليشمل كل أفعال الخير.
أمثلة على العمل الصالح
- الكلمة الطيبة
- إماطة الأذى عن الطريق
- صيام التطوع
- الإحسان إلى الأيتام
- تخفيف كربة المكروب
- إعانة المحتاج
- قضاء دين الغارم
- دفع الأذى عن الناس
- الصدقة
- وكل فعل خير يستوفي شروط قبول العمل الصالح
شروط قبول العمل الصالح
هناك شرطان لقبول العمل الصالح سواءً أكان من العبادات أو غيرها، والشرطان هما: الصواب والإخلاص
أمّا الصواب فيعني أن يوافق العمل ما جاء به الكتاب والسنة وأن لا يتعارض معهما، أي أن يكون موافقًا لشرع الله تعالى.
في حين أن الإخلاص يعني أن تبتغي في عملك وجه الله تعالى وحده من غير رياء ودون طلب السمعة، قال تعالى {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)} [البينة/5].
وقد يكون الشرط الثاني أصعب من الأول لأنه أمر دقيق مكانه القلب وصورته النية، لذا لا يعلمه إلّا الله تعالى، قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم «إِنَّمَا الأعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ , وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»
لذا على المسلم أن يذكر نفسه دائمًا بأن عمله إن لم يكن لوجه الله تعالى- وحتى وإن كانت فيه منفعة دنيوية- فلن ينفعه في الآخرة، لا بل وقد يضره؛ فالغافلين عن الإخلاص يرون حسناتهم يوم القيامة وقد تحولت إلى سيئات، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا! ولكن أعمالهم باتت هباءً منثورًا لأنها فقدت الإخلاص: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) [الكهف:103-104].
وحتى يصل المسلم منا إلى الإخلاص عليه أن ينقي قلبه من الشوائب، وأن يملأ قلبه بحب الله تعالى وأن يداوم على ذكر الله تعالى كثيرًا، وأن يعظّمه في قلبه، فيتذكر دائمًا أن الله هو مالك المُلك وهو فقط من يستحق أن يتوجه بالعمل الصالح إليه. ومن الواجب أيضًا أن يسأل الله إعانته على الإخلاص وأن يطلب منه تيسير موجبات قبول عمله.
وفي النهاية لا يسعنا سوى الدعاء “اللهم ارزقنا الإخلاص وثبّت قلوبنا على دينك وأعنّا على طاعتك”.
تابعوا صفحتنا على الفيسبوك، وحسابنا على تويتر ليصلكم كل جديد!