مقدمة
كل واحد منا يجد نفسه أحيانًا محاطًا بظروف لا يُحسد عليها من مرض أو ضيق أو ابتلاء.. ولكن المؤمن لا ييأس أبدًا وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم (” يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ [سورة يوسف (87)] “). والحياة لا تدوم مع اليأس، واليأس يتلاشي باللجوء إلى الله تعالى وبالدعاء وبالشكوى له وحده لا شريك له.
وأفضل أوقات الدعاء أوقات السحر وبعد صلاتيّ الفجر والمغرب وكذلك أثناء السجود. ويُعتبر الدعاء من العبادة التي أمرنا الله تعالى بها وقد قال صلى الله عليه وسلم (“ ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع“). وهناك أدعية كثيرة ذُكرت في القرآن الكريم وذُكرت على لسان نبينا الكريم. ومن الأدعية التي وردت في القرآن دعاء سيدنا يونس عليه السلام حين قال”لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”.
أين ذكرت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
كما قلنا سابقًا ذُكر هذا الدعاء على لسان سيدنا يونس عليه السلام بعد أن لبث فترة في بطن الحوت. حيثُ ترك سيدنا يونس قومه مغاضبًا ساخطًا عليهم بعد أن رفضوا الإيمان بالله تعالى وتوعدهم بعذاب من الله، وتركهم دون أن يأمره الله تعالى بذلك، وقد قال الله تعالى (“وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [سورة الأنبياء (87)]“) وتوجه إلى البحر وركب في إحدى السفن.
وبعد أن غادرت السفينة كادت أن تغرق وقرّر ركابها أن يستهموا، ومعنى ذلك أن يضع كل واحد من الركاب اسمه للقيام بقُرعة لاختيار من يجب إلقاؤه في الماء مع متاعه حتى لا تغرق السفينة، وفي المحاولات الثلاث كان يظهر اسم سيدنا يونس ووقع عليه الاختيار ليلقي نفسه في البحر، ليلتقمه الحوت ويلبث في بطنه مدة لا يعلمها إلا الله جل في علاه.
عندها أدرك سيدنا يونس خطأه وظل يردد الدعاء “لا إله إلّا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين” حتى عفا عنه الله وأخرجه من بطن الحوت الذي لولا دعاؤه لبقي في بطنه إلى يوم القيامة، قال تعالى (“فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ . لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ [سورة الصافات (143-144)]”)
معنى لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
ولهذا الدعاء جماليات تظهر عند التعمق في معانيه، ففيه تأكيد على ألوهية الله ووحدانيته في “لا إله إلا أنت”، وتنزيه له عن أي عيب أو نقص في كلمة “سبحانك” ، والندم والاعتراف الواضح بالخطأ في العبارة “إني كنت من الظالمين”، لذلك يُعتبر من الأدعية الجامعة.
فضل لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
لهذا الدعاء فضل كبير، فقد قال صلى الله عليه وسلم (“دعوةُ ذي النُّونِ إذ دعا و هو في بطنِ الحوتِ لا إلهَ إلَّا أنتَ سبحانَك إنِّي كنتُ من الظالمينَ. فإنَّه لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلَّا استجاب اللهُ له“).
وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال (“عجبتُ لمن أصابه همٌ أو كربٌ، كيف لا يقول لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين“).
ولهذا الدعاء فضائل عدة، نذكر منها:
- السعة في الزرق، سواءً أكان المال أو الأولاد
- التقرب من الله تعالى والاعتراف بالذنب والخطأ
- تيسير الأمور وتسهيلها
- الفرج وإزاله الغمّ
- هو شكل من أشكال الاستغفار، ومن لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا
تابعوا صفحتنا على الفيسبوك، وحسابنا على تويتر ليصلكم كل جديد!
