كيف تبنى الجزر الاصطناعية
عامة

كيف تبنى الجزر الاصطناعية

شارك مع الجميع

مقدمة

دائمًا ما يكون بناء جزيرة اصطناعية محفوفًا بالصعوبات، وكلما ابتعدت الجزيرة الصناعية عن اليابسة، تزداد بذلك صعوبة الأمر.

فعند تنفيذ أعمال البناء على سطح الماء، يمكن أن يتسبب خطأ واحد في إلحاق ضرر لا يمكن إصلاحه بالبيئة.

لهذا السبب، يُعتبر اختيار إجراءات البناء الصحيحة مهمة حاسمة. ودائمًا ما تكون قواعد العمل في المنطقة المحاطة بالمياه صعبة للغاية.

سنجيب في هذا المقال على سؤالك: كيف تبنى الجزر الصناعية؟ تابع القراءة لتعرف المزيد!

كيف تبنى الجزر الاصطناعية

وفيما يلي نفصّل مراحل بناء الجزر الاصطناعية

إجراء دراسة شاملة

قبل البدء في عمليات البناء الأساسية، يتم إجراء دراسة شاملة لقاع البحر.

بعد إتمام هذه الخطوة، ومن أجل تنفيذ المشروع بفاعلية، يتعيّن علينا فهم ما يوجد في قاع المحيط وما هو أفضل موقع يمكن العثور عليه لبناء الجزيرة الاصطناعية المستقبلية.

بناءً على الدراسات الهندسية التفصيلية التي أُجريت في المراحل الأولى من المشروع، يتم اختيار مكان مناسب لموقع المنشأة.

ويجب أن يتوافق هذا المكان تمامًا مع الأهداف الأصلية للمشروع فيما يتعلق بتنفيذه وتشغيله.

بناء الحاجز الصخري

المرحلة التالية هي بناء حواجز صخرية أو أنبوبية لحماية الجزيرة من تلاطم الأمواج.

ويظهر حاجز الأمواج هذا كذراع طويلة على شكل تكوينات صخرية أو جدران أنبوبية، قادرة على تحمّل تأثيرات أمواج البحر.

وهو لا يحمي الجزيرة من الأمواج وتيارات المحيط فحسب، بل يؤوي أيضًا منطقة الميناء ويحمي السفن البحرية المتمركزة على رصيف الجزيرة.

إذا لم يكن هناك حاجز أمواج، فهذا يعني أن الجزيرة غير محمية على الإطلاق.

وبدون الحماية الكافية، لن تدوم الهياكل المبنية على الجزيرة طويلًا، وسيتم تجريف الطبقة السفلية للجزيرة تدريجيًا، وهو أمر يجب تجنبه.

إنشاء الجدار المحيطي

بمجرد أن تصل الصخور إلى مستوى سطح البحر، ومع استخدام ركائز أنبوبية، يتم إنشاء جدار محيطي.

ويبدأ استخدام الآلات الثقيلة، والتي سيتم استخدامها لمواصلة بناء الجدران المحيطية.

القاعدة الصلبة

 يتم اعتماد عملية بناء مماثلة لاحقًا لإنشاء منحدرات صخرية واقية تحيط بمحيط هذه الجزيرة بالكامل.

وهو ما يخلق مستويات متعددة من الحماية، وكلٌ منها يلعب دورًا مهمًا في حماية الجزيرة من أمواج المحيط القوية.

تتكون هذه الحماية من قاعدة صلبة على شكل تكوينات صخرية تُسكب في قاع البحر أو في الحوض الطبيعي الآخر.

إذا تم بناء الجزيرة في البحر المفتوح، توضع بطانة حجرية فوق هذه القاعدة الصلبة، وتشكل البطانة مرساة على هيئة صخور تزن 6 أطنان.

من هذه المرساة عند القاعدة، ترتفع الطبقة الأخيرة من الحماية الخارجية، والتي سيتم تثبيتها في المرحلة الأخيرة من العملية.

الملء الخاص

يتم بناء الجزء الأكبر من الجزيرة بطريقة الملء الخاص.

وهي تتضمن جمع الرمال من مناطق معينة من قاع البحر ونقلها واستخدامها لبناء أساسات الجزر.

خط الأنابيب

حالما يكون بالإمكان إنشاء أحجام كبيرة بما فيه الكفاية من سطح الجزيرة، فإن طريقة “خط الأنابيب” تدخل حيز التنفيذ.

ويُعتبر هذا الأسلوب الأبطأ، ولكنه في الوقت نفسه الأكثر دقة؛ حيث يتم استخدام الأنابيب جنبًا إلى جنب مع الآلات السطحية لتوزيع الرمال؛ ما يمنحنا رؤية محددة مسبقًا للجزيرة المستقبلية.

الضغط الاهتزازي

يجب معالجة الرمال بطريقة تجعل البناء عليها آمنًا. هذه العملية تسمى “الضغط الاهتزازي“.

يتم إجراء الضغط الاهتزازي عن طريق إدخال أنبوب كبير في التربة على عمق 20 مترًا، والذي يبدأ بالاهتزاز.

نتيجة لهذا الاهتزاز، تتم إعادة توزيع جزيئات الرمل وضغطها.

 ثم يرتفع الأنبوب تدريجيًا للأعلى بمقدار متر واحد ويبدأ مرة أخرى في الاهتزاز، ما يسمح بضغط طبقات مختلفة من الرمل.

تستمر هذه العملية حتى تتمتع الـ 20 مترًا بأكملها بالكثافة المناسبة.

 إذا تُركت هذه العملية لتحدث بشكل طبيعي، فسيستغرق ذلك عقودًا. يعمل الضغط الاهتزازي على تسريعها بحيث يمكن تنفيذ البناء بوتيرة سريعة.

وفي حال تم الكشف عن نقاط ضعف معينة، يتم تكرار عملية الضغط الاهتزازي حتى يتم الحصول على النتيجة الصحيحة.

بَكَرات الطَرق

بعد الانتهاء من الأعمال السابقة، يتم ضغط السطح باستخدام بكَرات الطَرق، بشكل يؤثر على السطح فقط على عمق 900 مم.

النسيج الأرضي

أثناء تنفيذ المشروع لبناء الجزيرة الاصطناعية، تؤخذ في الاعتبار تأثيرات المحيط أو الأحواض الطبيعية الأخرى مثل الأنهار وتحييدها في كل مرة.

 يمكن أن يؤدي تأثير السنوات العديدة من التيارات المحيطية أو النهرية التي لا هوادة فيها إلى حدوث مشكلات كبيرة.

حيثُ يمكن أن ينتقل الرمل الموجود في قاعدة الجزيرة إلى الجوانب بين الفجوات في الأحجار الكبيرة التي تحيط به.

 لذلك يُستخدم النسيج الأرضي لمنع أي مشاكل هيكلية وهو عبارة عن حاجز خاص مصنوع من قماش متين شديد التحمل يستمر لمئات السنين.

ويُعتبر استخدامه ضروريًا لمنع المحيط أو النهر من طمس الرمال التي ستقع بين الحجارة. ويغطي هذا النسيج الجزيرة بأكملها، ما يخلق نظامًا مغلقًا لا يمكن للرمال أن تخرج منه.

اقرأ أيضًا: ما هو نسيج المايكروفايبر؟

الكُتل الخرسانية

لا يُعد التشكل الصخري الطبيعي مقياس الأمان الوحيد ضد التيارات. إذ تتم تسوية محيط الجزيرة بواسطة قشرة خرسانية تعمل كطبقة واقية أخيرة.

وتقوم هذه الكتل الضخمة على شكل الحرف X بتشتيت قوة الصدمة لكل موجة تصطدم بها.

يتم تركيب الكتل الخرسانية بمساعدة الرافعات المزودة بأجهزة خاصة يتحكم فيها غواصون ذوو خبرة ومزودون أيضًا بكاميرات الأشعة تحت الحمراء.

بناء المرفأ

يتم بشكل عام بناء المرفأ وفقًا لخطط المشروع المعتمدة من قبل العميل.

تتضمن هذه العملية ملء موقع البناء بالرمال، ثم حفر حفرة فيه، مع إنشاء حاجز من المحيط أو أي جسم مائي آخر يحدث فيه البناء.

بحلول وقت الحفر، يجب تهيئة مكان جاف يمكن فيه البدء في البناء.

من أجل تقليل مستوى المياه إلى مستويات الأمان المطلوبة، يتم تثبيت جدار حماية إضافي – يتكون من صفائح معدنية كبيرة تفصل الجزيرة عن المياه.

ترفع الرافعة الصفائح المعدنية وتدفعها داخل الرمال إلى العمق المطلوب البالغ 12 مترًا.

بعد ذلك، يستمر تثبيت مكونات الجدار الرئيسية حتى اكتماله. والجزء الأخير من العملية هو إزالة الحاجز الرملي والسماح للمياه من البيئة بالعودة إلى الميناء.

الخاتمة

كانت تلك إجابة منا على تساؤلك: كيف تبنى الجزر الاصطناعية؟ نأمل أن تكون قد نالت استحسانك!

لا تنسى متابعة صفحتنا على الفيسبوك، وحسابنا على تويتر ليصلك كل جديد!


شارك مع الجميع