ما هي صفات القائد الناجح؟

كل منا يُعرّف القيادة بصورة مختلفة، ولكن جون سي ماكسويل عرّفها بطريقة شاملة حين قال “القائد هو شخص يعرف الطريق، ويمشي فيه، ويرشد الآخرين إليه.” وبغض النظر عن تعريفك الخاص للقائد، فبشكل عام على القائد أن يمتلك رؤية مستقبلية، وهو يعرف كيف يحول أفكاره إلى حقيقة على أرض الواقع. وفي هذا المقال، نتطرق إلى بعض من أهم الصفات التي يجب أن يتمتع بها القائد الناجح.

هل ترغب في أن تكون قائدًا ناجحًا؟ حسنًا نذكر تاليًا أكثر الصفات التي تميز القائد الناجح عن غيره.

1. الصدق والنزاهة
2. الثقة بالنفس
3. إلهام الآخرين
4. الالتزام والشغف
5. قادر على التواصل مع الآخرين
6. قادر على اتخاذ القرارات
7. المساءلة
8. التفويض والتمكين
9. الإبداع والابتكار
10. التعاطف
11. المرونة
12. الذكاء العاطفي
13. التواضع
14. الشفافية
15. الرؤية والغرض

الصدق والنزاهة

لقد قال إيزنهاور رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق ذات مرة “أهم الصفات القيادية هي بلا شك النزاهة، فلولاها لا يمكن تحقيق النجاح، سواءً أكان ذلك في المكتب، أو في أرض الملعب، أو حتى في ساحة المعركة.” وتُعتبر كل من النزاهة والصدق عنصران أساسيان يشكلان القائد الناجح. فكيف تتوقع ممّن يتبعك أن يكون صادقًا بينما تفتقر أنت إلى هذه الصفة؟ يحقق القائد النجاح عندما يلتزم بقيمه ومبادئه، فدون الأخلاق، لن يكون هذا ممكنًا.

الثقة بالنفس

حتى تكون قائدًا فعالًا، عليك أن تتحلى بالثقة بالنفس، بصورة تضمن تنفيذ الآخرين لأوامرك. إذا كنت مرتابًا حيال قراراتك وصفاتك، فلن يتبعك أحد. كقائد، عليك أن تتحلى بالثقة، وأن تُظهر بعض التباهي والحزم لكسب احترام مرؤوسيك. ولكن دون مبالغة، بل عليك أن تعكس درجة من الثقة بحيث تضمن ثقة مرؤوسيك بك كقائد.

إلهام الآخرين

قد تكون أهم مهمة تقع على هاتقك كقائد هي إقناع الآخرين باتباعك. وهذا لن يكون ممكنًا إلّا إذا كنت مثالًا جيدًا يُحتذى به. فعندما تشتد الصعوبات، سيراقبون ردود أفعالك للظروف على اختلافها. وإذا تعاملت مع الأمر بشكل جيد، فسيؤمنون بك ويتبعونك. كقائد، عليك أن تتحلى بالإيجابية، وأن تظهر هذه الإيجابية في أفعالك. حافظ على هدوئك عندما تتعرض للضغوط المختلفة وحافظ على التحفيز في أعلى مستوياته. ويعبر جون كوينسي آدامز عن هذا الأمر قائلًا “إذا كانت أفعالك تُلهم الآخرين ليحلموا بالمزيد، ويتعلموا المزيد، ويقوموا بالمزيد، وليصبحوا أكبر مما هم عليه، فأنت إذن قائد.” إذا كنت قادرًا على إلهام مرؤوسيك، فيمكنك بسهولة تخطي أي تحدٍ حالي أو مستقبلي.

الالتزام والشغف

يتطلع أعضاء فريقك إليك وإذا أردت منهم أن يبذلوا كل ما بوسعهم عليك أن تتحلى بالشغف. إذا رآك أعضاء فريقك وأنت تقوم بالأمور بنفسك لشدة شغفك فسيرغبون بلا شك في مد يد العون. كما وستكسب احترامهم، وستجدد طاقاتهم، ما يمكنهم من تقديم أداء أفضل. إذا شعر أعضاء فريقك أنك غير ملتزم أو غير شغوف بما تقوم به، فسيكون من الصعب تحفيزهم لتحقيق الهدف المنشود.

قادر على التواصل مع الآخرين

إذا لم تقم بالتواصل مع أعضاء فريقك بوضوح، لشرح استراتيجيتك لتحقيق الهدف، فسيكون من الصعب عليك الحصول على النتائج التي ترجوها. ببساطة، إذا لم تتمكن من إيصال رسالتك بفاعلية لفريقك، فلن تكن أبدًا قائدًا ناجحًا. الشخص القادر على التواصل مع الآخرين يستطيع أن يكون قائدًا ناجحًا. تمتلك الكلمات القدرة على تحفيز الآخرين وجعلهم يقومون بما لم يخطر ببال أحد. إذا استخدمت كلماتك بفاعلية، فستتمكن من تحقيق نتائج أفضل.

قادر على اتخاذ القرارات

بعيدًا عن امتلاك الرؤية المستقبلية، يجب أن يكون القائد قادرًا على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. فالقرارات التي يتخذها القادة تمتلك أثرًا كبيرًا على الجماهير. يجب أن يفكر القائد مطوّلًا قبل اتخاذ القرار، لأنه حالما يتم اتخاذ القرار يحب الالتزام به. وبالرغم من أنّ معظم القادة يتخذون القرارات بأنفسهم، ولكن يوصى وبشدة أن تستشير المساهمين قبل اتخاذ القرار. ففي نهاية المطاف، المساهمون من سينتفعون أو يتضررون بقراراتك.

المساءلة

عندما يتعلق الأمر بالمساءلة، عليك اتباع النهج الذي أشار إليه أرنولد غلاسو في قوله “القائد الناجح يتلقى قدرًا أكبر اللوم، وقدرًا أقل من الفضل”. تأكد من أنّ كل أعضاء فريقك مسؤولين عمّا يقومون به. وإذا قاموا بأداء جيد، امدحهم وشجعهم، وإذا لم يبلوا بلاءً حسنًا، ساعدهم على معرفة أخطائهم والعمل على التطور. وإشعارهم بالمسؤولية سيمكنهم من أخذ العمل بجدية أكبر.

التفويض والتمكين

أنت لا تستطيع القيام بكل شيء بنفسك، أليس كذلك؟ لذلك من المهم أن يقوم القائد بالتركيز على مسؤولياته الرئيسية بينما يترك ما تبقى من مسؤوليات لغيره. وبذلك، نعني تمكين أعضاء فريقك وتفويض المهام لهم. إذا واصلت إدارة إعضاء فريقك ومراقبتهم بكل شاردة وواردة، فتنمي شعورًا بقلة الثقة لديهم، والأهم من ذلك، لن تتمكن من التركيز على المسائل الهامة كما ينبغي. قم بتفويض المهام لأعضاء فريقك وراقب أداءهم. زودهم بكافة الموارد والدعم الذي يحتاجونه لتحقيق الهدف وامنحهم الفرصة لتحمل المسؤولية.

الإبداع والابتكار

ما الذي يميز القائد عن التابع؟ يجيب ستيف جوبز على هذا السؤال قائلًا “الابتكار هو ما يميز القائد عن التابع”. وحتى تتفوق على غيرك في عالمنا سريع الوتيرة اليوم، يجب أن يتحلى القائد بالإبداع والابتكار في الوقت نفسه. التفكير الإبداعي والابتكار المتواصل هو ما سيميز فريقك عن غيره. فكّر بصورة غير مألوفة، لتأتي بأفكار مميزة وتحولها إلى حقيقة

التعاطف

يجب على القائد تطوير شكل من أشكال التعاطف مع مرؤوسيهم. للأسف، معظم القادة يتبعون نمطًا توجيهيًا ويغفلون عن التعاطف بشكل كامل. ولهذا السبب، يفشلون في إنشاء روابط قوية معهم. إن تفهم مشكلات مرؤوسيك وأن تشعر بألمهم لهو أو خطوة لتكون قائدًا فعالًا. وحتى التعاطف وحده غير كافٍ، إذ عليك العمل بجد لتقديم حلول مناسبة لمشكلاتهم.

المرونة

قد تكون قد سمعت بالمثل القائل ” شدة المحن تشحذ الهمم ” مرات عديدة، ولكن هل كنت تعلم أن القائد الناجح يتبع هذا النهج. فهو يتمتع بالمرونة والتوجه الذهني الإيجابي. بغض النظر عن صعوبة الظروف، ستجده يعتمد على أعضاء فريقه. وبينما ينشغل الناس بالمشكلة نفسها ويواصلون الشكوى، ترى القائد الناجح يركز على الحل.

الذكاء العاطفي

كل قائد ناجح يمتلك تأثيرًا أعلى، ولكن كيف له أن يعظّم تأثيره إلى الدرجة التي سيتقبل فيها الأشخاص ما يقوله. يمكن القيام بذلك من خلال الارتباط بالناس عاطفيًا. وهنا يأتي دور الذكاء العاطفي.

وإليك بعضًا من الأسباب التي تدفع القائد ليكون ذكيًا عاطفيًا.

• إدارة المشاعر بفاعلية
• امتلاك وعي اجتماعي أكبر
• سلاسة التواصل
• حل النزاعات

مع الذكاء العاطفي، يستطيع القادة التحكم بمشاعرهم، ومنع المشاعر السلبية من التأثير على مهاراتهم في اتخاذ القرار. ونتيجة لذلك، من غير المحتمل أن يتخذوا قرارات متسرعة. وعلاوة على ذلك، القادة الأذكياء عاطفيًا جيدون في فهم مشاعر الآخرين وأخذها بعين الاعتبار. كما أن القادة الذين يتصفون بهذه الصفة لا يستطيعون التعامل مع النزاعات بشكل أفضل وحسب، لا بل وأداء دور رئيسي في حلها.

اقرأ أيضًا: ما هي صفات الأشخاص الأذكياء؟

التواضع

“الفخر يجعلنا مصطنعين، بينما يجعلنا التواضع حقيقيين” – توماس ميرتون

ما هو شعورك إن شغلت منصب القيادة؟ ستشعر بالفخر. القائد الجيد لا يفكر أبدًا بنفسه، ويفكر دومًا بفريقه. ولهذا السبب، تركز أنماط القيادة للقادة العظماء على حل المشكلات، وديناميكية الفريق، بدلًا من التركيز على الترويج للذات.

الشفافية

أحد أهم الطرق التي تمكنك من كسب ثقة فريقك هي الشفافية. فبدلًا من إخفاء المعلومات، عليك مشاركتها صراحة معهم. فمن خلال إعلام فريقك بما يحصل من حولهم، سيؤمنون برؤيتك وسيكونون داعمين مع اقتناع تام بضرورة تحقيق الهدف. والأهم من ذلك، تمنح فريقك الوضوح، والاستقلالية، وتُشعرهم بالتمكين بينما يقومون بالمشاركة.

الرؤية والغرض

“قادة الأعمال الناجحين يأتون بالرؤية، ويعبرون عنها، ويمتلكونها بشغف، ويعملون بلا هوادة على تحقيقها.” – جاك ويلش

يشترك القادة العظماء بامتلاك الرؤية والهدف. فهم لا يتخيلون المستقبل وحدهم، ولكنهم يشاركونها مع مرؤوسيهم. وعندما يتمكن المرؤوسون من رؤية الصورة الكاملة، يستطيعون معرفة وِجهتهم. والقائد الجيد يقوم بما هو أبعد من ذلك ويشرح سبب تحركه في الاتجاه الذي يتحرك فيه ويتبادل الاستراتيجية وخطة العمل لتحقيق هذا الهدف.

الخاتمة

للانضمام إلى نادي النخبة من القادة الناجحين، عليك التمتع بكل الصفات الآنف ذكرها، ولكن إن افتقرت إلى بعض منها، فقد تواجه بعض الصعوبات في إحداث الأثر المرجو في عالم القيادة. عليك أن تكون مثالًا جيدًا يُحتذى به. وهنا يأتي دور الالتزام، والشغف، والتعاطف، والصدق، والنزاهة. مهارات التواصل الجيدة، والقدرة على اتخاذ القرارات تؤدي أيضًا دورًا هامًا في نجاح القائد. وأخيرًا، الابتكار والتفكير الإبداعي، وكذلك امتلاك الرؤية المستقبلية، هي بعض من الصفات التي يتحلى بها القادة الناجحون.

ادعمونا على باتريون، وتابعوا صفحتنا على الفيسبوك، وحسابنا على تويتر ليصلكم كل جديد!